خطة النهوض بالإبل توفر حلول للفلاحة وتساهم في تطور القطيع
في إطار النهوض بقطاع الإبل وتزامنا مع السنة الدولية للإبليات 2024، نظم ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بالتعاون مع معهد المناطق القاحلة ورشة عمل لتقييم الخطة الوطنية للنهوض بقطاع الإبل والاستفادة من النتائج كتمهيد لإعداد خطة ثانية للنهوض بالقطاع بالإضافة إلى الوقوف على الصعوبات بهدف تجاوزها مستقبلًا .
وأكد المدير العام لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى عز الدين شلغاف أن المؤشرات تدل على تسجيل تطور هام في القطاع بالجنوب التونسي.
وقد تم و لاول مرة بيع الحليب المعلب للابل بمختلف المواقع بالإضافة إلى التوجه نحو تسمين " القعدان" وتطوير البنية الأساسية على غرار مراكز تجميع قطعان الابل.
واضاف شلغاف أن المؤشرات تشير إلى تسجيل تطور في تعداد القطيع وانتاج اللحوم الحمراء وىنتاج الالبان.
من جهته أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بتطاوين منجي شنيتر أن الخطة قد مكنت من تجهيز عدد من الابار بالطاقة الشمسية و احداث خزانات مياه ومراكز خدمات ومشارب للابل على نقاط المياه بالمراعي وصيانة المنشٱت المائية.
من جهتهم أكد عدد من مربي الابل تحسن ظروف القطاع كثيرا منذ انطلاق الخطة الوطنية سواء من خلال توفر الماء بمختلف النقاط بعد تجهيزها بالطاقة الشمسية مما خفض من كلفة تربية الابل وإضافة عدد من الخزانات والمشارب وبالتالي توفر المياه في كل الاوقات خاصة في فصل الصيف بالإضافة إلى احداث مجامع تجميع الحليب.
كما اشار المربون إلى الاضافة الكبيرة باحداث دور الخدمات بمختلف المراعي والتي وفرت الراحة للرعاة والابل والاقامة والاستراحة في ظروف جيدة وخزن العلف في ظروف جيدة .
كما ثمن المربون الخدمات الصحية سواء من خلال الرعاية الدورية لحماية القطيع او بانجاز حملات المراقبة والتقصي والتلاقيح وبتوفير الأدوية .
ويشار الى ان الجمهورية التونسية تضم 52 الف رأس إبل توفر حوالي 3500 طن من اللحوم الحمراء و12 الف طن من الحليب وقد صادق مجلس وزاري بتاريخ، 21 مارس 2016 على الخطة الوطنية للنهوض بقطاع الابل ورفع الانتاجية بميزانية تناهز 16 مليون دينار وذلك من خلال انجاز العديد من البرامج وتكليف ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بذلك.
وقد اشتغلت الخطة، خلال السنوات الماضية، على المحافظة على القطيع وتطويره بنسبة 5 % سنويا للمحافظة على الإنتاجية و توفير مصادر رزق مستدامة للمربين بالإضافة إلى تهيئة البنية الأساسية للمراعي عبر صيانة نقاط المياه وتجهيزها بالطاقة الشمسية وتهيئة دور الخدمات بمظلات طبيعية واسمنتية لحماية الابل و الرعاة.
ايضا اهتمت الخطة بالجانب المادي من خلال أسناد عدد من المنح على غرار منحة تربية " البكاري" لتشجيع المربين على المحافظة على الإناث حديثة الولادة و لتجديد القطيع و الترفيع في حجمه . بالإضافة إلى منحة تربية صغار الابل ما يعرف ب"القعدان" للترفيع في وزن الذبائح و تطوير قيمة اللحوم الحمراء.
كما تم في إطار الخطة تهيئة مسالخ للابل بغمراسن و تطاوين المدينة و سوق دواب بولاية تطاوين لتطوير منظومة اللحوم الحمراء و حث المربين على الذبح داخل المسالخ .
كما احاطت الخطة بالجانب المخبري و الصحي للقطعان حيث تم تأهيل معهد البحوث البيطرية بقابس و تجهيزه بالمعدات اللازمة لضمان تقريب الخدمة للمربين بولايات الجنوب مع تنظيم ايام اعلامية و تكوينية لدعم قدرات المتداخلين في قطاع تربية الابل من مربين و فنيين و بياطرة بالإضافة إلى احداث برنامج يعني بالصحة الحيوانية ومقاومة امراض الابل عبر المساهمة في الحملات الوقائية للمصالح البيطرية و القيام بالتقصي لعدد من الامراض و توفير الدواء اللازم مع مساهمة المربي ب 20% من قيمة الدواء .
كما واكبت الخطة التطور التكنولوجي حيث تم توفير بنك معلوماتي حول القطاع يتضمن متابعة و تعداد و ترقيم القطيع و اعتماد الترقيم الألكتروني للحيوانات لدى القيمة الجينية و امكانية المتابعة الدائمة للحيوانات بالاضافة إلى تطوير منظومة لمتابعة حركة للقطعان عبر الاقمار الاصطناعية و ضبط المراعي التي تؤمها الابل خلال كامل السنة و تحليل المعطيات الوبائية .
كما سعت الخطة إلى تثمين حليب الابل عبر تطوير سلسلة قيمة الالبان من خلال احداث وحدة لتجميع و بسترة الحليب .
الخطة اعتنت ايضا بتوظيف قطاع الابل لخدمة السياحة و الرياضة من خلال تنظيم عدد من السباقات و تهيئة جناح خاص بالابل بمحمية وادي دكوك تطاوين.
كما تطرقت الخطة إلى موضوع البحوث من خلال امضاء اتفاقية مع معهد الأراضي القاحلة بمدنين وقد تم تمويل 7 مشاريع بحوث حول التغذية و التحسين الوراثي و الصحة الحيوانية .
الحبيب الشعباني